لماذا ألغيت ركلة جزاء خوليان ألفاريز في مباراة ريال مدريد وأتلتيكو مدريد؟

ألغى حكم مباراة ديربي مدريد الأوروبي سيمون مارتشينياك ركلة جزاء ترجيحية لمهاجم أتلتيكو مدريد جوليان ألفاريز بسبب “لمسة مزدوجة” مما أثار استياء جماهير الروخيبلانكوس واعتبرتها مجاملة من أجل مساعدة ريال مدريد على المرور إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ليلة أمس الأربعاء.
وشرح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”، سبب إلغاء ركلة الترجيح التي سدّدها خوليان ألفاريز، قائلا إن ألفاريز سجل لأتلتيكو في ركلة الترجيح الثانية، لكن حكم تقنية الفيديو المساعد (فار) قرر إلغائها، إذ أن المهاجم الأرجنتيني انزلق لدى تسديدها فاصطدمت بقدميه حسب تأكيد حكم الساحة سيمون مرتشينياك.
ونشر “يويفا” بياناً يوضح ما جرى، بعدما طالبه أتلتيكو مدريد بتفسير للأمر، قال خلاله: “استشار أتلتيكو مدريد يويفا بشأن الحادث الذي أدى إلى إلغاء ركلة جزاء نفذها خوليان ألفاريز في نهاية مباراة دوري أبطال أوروبا أمس ضد ريال مدريد”.
وأضاف البيان: “رغم أن (ما حدث) كان طفيفاً، إلا أن اللاعب لمس الكرة بقدمه (المثبتة على الملعب) قبل ركلها، كما هو موضح في الفيديو المرفق. وبموجب القاعدة الحالية (قوانين اللعبة، القانون 14.1)، توجّب على حكم الفيديو المساعد (فار) أن يستدعي الحكم للإشارة إلى وجوب إلغاء الهدف”.
أوضح أكثر: “سيجري يويفا في مناقشات مع فيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) وإيفاب (مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم) لتحديد ما إذا كان ينبغي مراجعة القاعدة في الحالات التي تكون فيها اللمسة المزدوجة غير مقصودة بشكل واضح”.
وشعر الجمهور الذي تجاوز عدده الـ 70 ألف متفرج بالصدمة والحيرة بعد إلغاء ركلة الجزاء الترجيحية مؤكدين أنهم لم يشاهدوا شيئاً مماثلاً من قبل، لكن التاريخ يحمل في طياته لقطات مشابهة، كانت أبرزها في الملاعب الأرجنتينية والعالمية خاصةً نهائي كأس العالم 2022 للمثل الأعلى لألفاريز ليونيل ميسي.
ميسي وباليرمو ضمن أبرز حوادث “اللمس المزدوج”
قبل عامين فقط، شهد كأس ليبرتادوريس 2023 موقفاً مطابقاً تقريباً عندما تعرض لاعب ريفر بليت الأرجنتيني سولاري لنفس المصير، حيث انزلق لحظة تسديد ركلة الجزاء، مما أدى إلى لمس الكرة بقدمه المساندة – تماماً كما حدث مع مواطنه ألفاريز، وأدى هذا الخطأ المؤسف إلى إقصاء فريقه قبل ربع نهائي أهم بطولة في أمريكا الجنوبية.

وأشار لوكا مودريتش بعد المباراة بين الغريمين التقليديين إلى مثال آخر قائلاً: “أعتقد أن ما حدث اليوم سبق وحدث مع جريزمان..”، مشيراً إلى مباراة عام 2017 في نصف نهائي دوري الأبطال عندما لمس الفرنسي الكرة مرتين، لكن تم احتساب الهدف في ظل غياب تقنية الفيديو المساعد في ذلك الوقت.
كما شهدت نهائيات كأس العالم 2022 موقفاً مماثلاً كان بطله ليونيل ميسي، قائد المنتخب الأرجنتيني، خلال نهائي مونديال قطر أمام فرنسا، ففي تلك المباراة، وأمام أنظار الحكم البولندي سيمون مارسينياك، نفس الحكم الذي أدار لقاء أتلتيكو وريال مدريد الأخير، سدد ميسي كرة اصطدمت بقدمه الداعمة قبل أن تسكن الشباك، وعلى الرغم من وضوح المخالفة، لم يتدخل الحكم ولا تقنية الفيديو لإلغاء الهدف، مما أثار جدلاً كبيراً حينها.

وفي حادثة أقدم، عاش فريق بلاتينسي الأرجنتيني موقفاً مشابهاً في عام 1999 عندما سجل مارتين باليرمو هدفاً من ركلة جزاء لمس فيها الكرة مرتين. ومرة أخرى احتسب الهدف.
وتُظهر هذه الحالات المتكررة أهمية التطبيق الدقيق للقوانين في المباريات الحاسمة، وكيف أن تقنية الفيديو المساعد قد غيرت من مسار اللعبة الحديثة بشكل كبير، حتى وإن كان هناك عدم اتساق في تطبيقها من وقت لآخر.